بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمْ
فهذه نبذةٌ مختصرةٌ من ترجمة العلامة الشّيخ عمر بن أحمد بارجاء ( مصنّف كتاب الأخلاق
للبنين والبنات ) الّتي كتبها تلميذه الأستاذ محمّد بن أحمد السّقاف ، ترجمناها إلى اللّغة العربيّة لِيَعُمّ
الانتفاع بها إن شاء الله.
ونرجوا من جميع القراء أن يغضّوا الطرف عمّا
فيها من الزلل ، ويبدوا لنا النّصيحة والملاحظة على ما فيها من الأخطاء والعلل .
ونسأل الله ذي الطول والعطاء أن ينفعنا بصاحب هذه الترجمة وأمثاله الكرماء ،
وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم إنّه فعّال لما يشاء .
كتبه بعَجَلٍ وَخَجَلٍ
طالب الدّعاء
مصطفى بن أحمد
بن عمـر بارجاء
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمْ
نبذة مـختصرة
من ترجمة الشّيخ عمر بن أحـمد بارجاء
﴿ ولادته ﴾
ولد
الشّيخ عمر بن أحمد بارجاء في منطقة ( أَمْبَيلْ مَغْفُورْ، سُوْرَبَايَا ) تاريخ 10جمادى الآخر1331هـ ، الموافق 17 مايو -
1913م . وقد ربّاه جدّه من جهة أمّه الشّيخ حسن بن محمّد بارجاء ، وقد كان عالما
متمكّنا في الفقه والنّحو ، فأحسن تربيته فهذا الشبل من
ذاك الأسد .
وينتمي إلى أصول نسب مشايخ قبيلة آل بارجاء
من سَيؤُنْ حَضْرَمَوتْ ، اليمن . وجدّه الثَّامن عشر هو الشّيخ أبي رجاء سَعدْ
بنْ عبدِ الله بن عليْ بن عَبد الله الظّفاري الزّهري القُرشِي ، وسلسلة نسبه
يلتقي مع جدّ النَّبِي ﷺ وهو كلاب بن مرّة .
وقد كان في شبابه تعلّم علوم الدّين واللّغة العربيّة،
فاجتهد حتّى استوعبها وفهمها. وقد درس وأخذ على يد العلماء والأساتذة والمشايخ ،
سواء كان بالتّلقي أو المـكاتبة .
وقد شهد
له العلماء بتقواه وعلمه ، وأنّه من العلماء العاملين والمتخرّجين الفائزين من أبناء
المدرسة [ الخَيْرِيَّة ] في منطقة أَمْبَيلْ ، سُوْرَبَايَا الّتي أسّسها
وبناها الحبيب العلاّمة محمّد بن أحمد الـمُحْضَار عام 1895م ، وهي مدرسة قامت على
الأُسُس الإسلاميّة ومنهج أهل السنّة والجماعة وعلى مذهب الإمام الشّافعي رضي الله
عنه .
﴿ مشايخه ﴾
وله
مشايخ - في إِنْدُونِيْسِيَا - من العلماء كثيرٌ ، منهم :
·
الأستاذ
محمّد بن حسين باعبود ( لَاوَنْغ )
·
الحبيب
عبد القادر بن هادي السّقاف( لَاوَنْغ )
·
الحبيب
عبد القادر بن أحمد بلفقيه ( مَالَانْغ )
·
الحبيب
محمّد بن أحمد السّقاف ( سُورَبَايَا )
·
الحبيب
علوي بن عبد الله السّقاف ( صُوْلُوْ )
·
الحبيب
أحمد بن علوي الجفري ( فَكَالُوْغَانْ )
·
الحبيب
علي بن حسين بن شهاب ( قِرْسِيكْ )
·
الحبيب
زين بن عبد الله الكاف ( قِرْسِيكْ )
·
الحبيب
أحمد بن غالب الحامد ( سُورَبَايَا )
·
الحبيب
علوي بن محمّد المحضار ( بُونْدُوُسُوا )
·
الحبيب
عبد الله بن حسن مولى خيلة ( مَالَانْغ )
·
الحبيب
حامد بن محمّد السّري ( مَالَانْغ )
·
الشّيخ
رباح حسُنة الخليل ( الفلسْطِنِي )
·
الشّيخ
محمّد مرشدي ( المِصْرِيْ )
ومن
المشايخ الّذين أخذ عنهم خارج إِنْدُوْنِيْسِيَا (1)
:
·
الحبيب
علوي بن عبّاس المالكي ( مكّة )
·
السيد
محمّد آمين كتبي ( مكّة )
·
الشّيخ
محمّد سيف النور ( مكّة )
·
الشّيخ
حسن بن محمد المشّاط ( مكّة )
·
الحبيب
علوي بن سالم الكاف ( مكّة )
·
الشّيخ
محمّد سعيد الحضروي المكي ( مكّة )
·
الحبيب
محمّد بن هادي السّقاف ( سَيؤُنْ )
·
الحبيب
عبد الله بن أحمد الهدار ( عِينَاتْ )
·
الحبيب
هادي بن أحمد الهدار ( عِينَاتْ )
·
الحبيب
عبد الله بن طاهر الحدّاد ( قيدُونْ )
·
الحبيب
عبد الله بن عمر الشّاطري ( تَرِيمْ )
·
الحبيب
حسن بن إسماعيل ابن الشّيخ أبي بكر ( عِينَاتْ )
·
الحبيب
علي بن زين الهادي ( تَرِيمْ )
·
الحبيب
علوي بن عبد الله بن شهاب ( تَرِيمْ )
·
الحبيب
عبد الله بن حامد السّقاف ( سَيؤُنْ )
·
الحبيب
محمّد بن عبد الله الهدار ( البَيْضَاء )
·
الحبيب
علي بن زين بلفقيه ( أَبُوظَبِي )
·
الحبيب
عبد القادر بن أحمد السّقاف ( جدّة )
·
الشّيخ
محمّد بخيت المطيعي ( مصر )
·
سيدي
محمّد الفتح الكتّاني ( فاس- المَغْرِبْ )
·
سيدي
محمّد المنتصر الكتاني ( مارادشي- المَغرِبْ
)
·
الحبيب
علوي بن طاهر الحدّاد ( جُوْهُورْ- مَالَيزِيَا )
·
الشّيخ
حسنين محمّد مخلوف ( مصر )
·
الشّيخ
عبد العيلم الصّدّيقي ( الهِنْد )
1) وكان صاحب الترجمة يتلقى عن
أكثرهم عند إقامته بالحرمين الشّريفين
﴿ جهده في الدعوة إلى الله ﴾
وقد بدأ الشّيخ عمر رحمه الله يدرس بالمدرسة الخَيْرِيّةْ
بسُوْرَبَايَا في السنة ( 1935م
- 1945م ) الّتي نجحت في تخريج العلماء والأساتذة الّذين انتشروا في بعض مناطق إِنْدُونِيْسِيَا،
وفي جاوى الشرقيّة منهم :
v المرحوم الأستاذ أحمد بن حسن السّقاف
v والمرحوم الحبيب عمر بن عيدروس المشهور
v والمرحوم الأستاذ أحمد بن علي بَابْقِي
v والحبيب عيدروس بن هود السّقاف
v والحبيب حسن بن هاشم الحبشي
v والحبيب حسن بن عبد القادر السّقاف
v والأستاذ أحمد زكي غفران
v والأستاذ جعفر بن عقيل السّقاف
وقد درّس رضي الله عنه في المدرسة الخَيْرِيّةْ
بِبُنْدُوُسُوْا ، ودرّس في المدرسة الحُسَيْنِيّةْ بقِرْسِيكْ سنة ( 1945م
- 1947م)، ثم درّس في الرابطة العلويّة بصُوْلُوْ سنة ( 1947م – 1950م ) ، ثم درّس في المدرسة العربيّة الإسلاميّة بقِرْسِيكْ سنة (1950م
– 1951م ) .
وفي السنة (1951م – 1957م ) قام الشّيخ عمر بن أحمد بارجاء والحبيب زين بن
عبد الله الكاف بتوسيع وبناء الأرضية الجديدة ، وذلك نظراً لضيق القاعة
القديمة وتكاثُر الطلاب حتّى تحقّق وجود القاعة وُقفت لله عزّوجلَّ وسميت بـ(ـالمؤسّسة
الإسلاميّة ملِك إبرهيم ) وإلى جانب تدريسه وتربيته للطلاب كان
يدرّس ويربّي في بيته أيضاً صباحاً ومساءً ، وكذلك يعقد المجلس ليليًّا . ولضيِّق
المكان وكثْرة الطلاب فقد حاول الشّيخ أن يطوّر ذلك الصرح التعليمي ، فقام بجعل
بيته مؤسّسة تعليميّة سمّيت باسمه ( مؤسَّسة الأستاذ عمر بارجاء ) ، الّتي
تُـمثّل عن حصيلته العلميّة والتجريبيّة خلال 50 سنة ، واستمرّ تحت رعاية ولده
الأستاذ أحمد بن عمر بارجاء(2) .
﴿ حركته الاجتماعية ﴾
كان الشّيخ عمر رحمه الله يعمل دائماً لقضاء
حاجات الأرامل والفقراء والمساكين وبالخصوص طلابه من أجل أن يتفرغوا للعلم بعيداً
عن الاشتغالات المختلفة .
وكان رحمه الله يعمل على تزويج الصالحات بالصَّالحين
على نظره ، وكذلك يحاول هو والحبيب عيدروس بن عمر العيدورس توفير مؤنة تزويجهم .
ومن أعماله أيضاً بناء مسجد ( أَلْـخَـيْر )
بعنوان دَنَاكَرْيَا ، سُوْرَبَايَا عام
1971م مع كياي الحاج عدنان حميم بتوجيه من
الحبيب صالح بن محسن الحامد ( تَنْقُوْلْ ) والحبيب زين بن عبد الله الكاف ( قَرْسِيكْ
) .
كما كان يحبّ مجالس الصّالحين وحضراتهم
ودروسهم ومكث سنوات عدّة في أرض الحجاز متردّدًا على مجالس العلم والذكر ومنها
مجالس الحبيب عبدالقادر بن أحمد السّقاف . وكان الحبيب يخصّه بالرعاية والمحبّة
ويشهد تقواه وصلاحه ، وقرأ بعض المصنفات في التصوّف خلال تردده على مجالس الحبيب
عبدالقادر ، ومثل ذالك كان يتردد على مجالس الحبيب أحمد مشهور الحدّاد وغيرها(1) .
1) إظافة من كلام
الحبيب علي بن محمّد المشهور العدني
﴿ أخلاقـــــــه ﴾
وقد كان رحمه الله مخلصاً في جميع أعماله
الدّينيّة والدّنيويّة، يتخلّق بأخلاق أهل بيت النّبيّ ﷺ والصّحابة الّذين يتخلّقون
بأخلاق رسول الله ﷺ . وكان من صفاته رحمه الله التواضع والّتي كانت
مزيّنة به نفسه أي [ امتزج بدمِه ولحمِه]، لا يحبّ التّفاخُر سواء كان في علمه أو عبادته
.
﴿ علومــــــــه ﴾
وقد برع الشّيخ عمر رحمه الله في علومٍ
عدة ، منها :
-
اللّغة
العربيّة
-
وعلوم
التّفسير والحديث
-
وعلوم
الفقه والتصوّف
-
وعلوم
السّيرة
-
وقليلا
من لغة هولندا والإنجليزيّة
﴿ من مؤلفاته ﴾
ألّف رحمه الله حوالي 11 كتاب وهي مطبوعة،
مثل كتاب الأخلاق للبنين (4أجزاء) ، وكتاب الأخلاق للبنات (3 أجزاء) ، وكتاب
سلّم الفقه (جزئين)، وكتاب 17 جوهرة من الأدعية، وكتاب الأدعية الرمضانيّة ، وكلّها
باللّغة العربيّة . وهذه الكتب منذ سنة 1950م يَدرُسها مُعْظَم طلاّب المعاهد والأربطة
في إِنْدُوْنِيْسِيَا .
وكانت الكتب المذكورة مطبوعة في القاهرة في
السنة 1969م بمؤنة الشّيخ سراج كعكي (أحد أغنياء مكّة) ، وقد قسّمها الشّيخ إلى
عدد من البلدان الإسلاميّة مجاناً .
والحمد
لله على رضا الشّيخ عمر بارجاء ونيّته لتكون هذه الكتب صدقة نافعة للنّاس ، ففي
عام 1992م طُبعت تلك الكتب باللّغة الإِنْدُوْنِيْسِيَّة والجَاوِيَّة والمَدُورِيَّة
والسُنْدَوِيَّة والمَلَايُو .
وكان له أشعار وديوان بأسلوب جميل وبديع
ورائع لكنّه لم يطبع بعد ، وكذلك بعض مؤلّفاته لا تزال مخطوطات يدويّة
﴿ عبوديّتـــــــــه ﴾
كان رضي الله عنه محافظاً على
الصّلوات سواء كانت الصّلاة فرضاً أو نفلاً قبليةً أو بعديةً . ولم يترك الشّيخ
عمر بارجاء صلاة الضّحى والتّهجّد سواء كان في الحضر أو السّفر .
وكان رضي الله عنه في حياته متمكِّنا على طريق
الدّين ، وكان يحبّ أهل البيت وذرّيّة الرّسول ﷺ محبّةً قويّةً و كذا الصّحابة الّذين
تربّوا على يد رسول الله ﷺ ، وذلك ممّا يدلّ على كمال إيمانه .
وكان شديدَ الورع يترك الشّبهات كما يترك
المحرّمات ، وكذلك يحبّ التّوسّط في اللّباس .
و صفة الغيرة على الدّين قد رسخت في نفسه،
فكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر مثل ستر العورات وبالخصوص عورات النّساء ، فقد
كان شديد الإنكار على اختلاط الرجال بالنّساء عموماً ، وطلبة العلم خصوصاً ..
﴿ وصاياه ﴾
وقبل وفاته رضي الله عنه أوصى أولاده
وتلاميذه بالتّمسّك بالشّريعة الإسلاميّة و الطّريقة السّلفيّة ، وهي طريق أهل السّنة
والجماعة الّتي سلكها أكثر المسلمين في إِنْدُوْنِيْسيَا وهي الطّريقة العلويّة
حيث تتّصل الطّريقة بأهل بيت المصطفى ﷺ وبالصّحابة رضي الله عنهم أجمعين .
﴿ وفاته ﴾
بعد حياةٍ مليئةٍ بالأعمال الصّالحة والمناقب
الّتي لا تُنسى من العبادة لله ، والإفادة لعباد الله والانتفاع بالعلم والوقت والعمر
الّذي منحه الله مع بذل المال في سبيل الله ، لَبَّى رضي الله عنه نداءَ ربه وانتقل
إلى جواره ، يوم السّبت ليلة الأحد 16ربيع
الثاني1411هـ، الموافق 3 نوفمبر1990م في
السّاعة الحادية عشر ليلاً في مستشفى( الإسلام ) بسُوْرَبَايَا، وكان عمره 80 سنة . ودفن
يوم الأحد بعد العصر بعد ما صُلِّي عليه في مسجد ( أَقُنْك سُنَانْ -أَمْبَيلْ
) ، وكان الإمام لصلاة الجنازة ولده وهو الأستاذ أحمد بن عمربارجاء(3)
3) و قد
توفي رحمه الله أيضاً بعد حياة هي كذلك كانت مليئة بالعبادة لله عزّ وجلّ وخدمة
الناس، وكانت وفاته بعد والده بستة عشر عاماً تقريبًا، حيث توفي 2ربيع الأول1427هـ
، الموافق 31 مـارس 2006م ، وإن شاء
الله يستمرّ هذا العطاء المتواصل في
أولادهما وأحفادهما، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه. وقد
دفن الشّيخ عمر في مقبرة الإسلام ( فِيْقِيْرِيْعَانْ، سُوْرَبَايَا )،
وحضر عند دفنه ألوف من المسلمين.
وينبغي لنا أن نقتدي بأخلاقه وصفاته كي لا
تنقطع سِلسَلتُنا به وبسلفُنا الصّالح . عسى الله أن يجعلنا من المحبّين للعلماء
الّذين هم ورثة رسول الله ﷺ ، وأن يجعلنا
من السُّعداء في الدّنيا والآخرة وأن يجمعنا بهم مع النّبيّين والصّدّقين والشّهداء
والصّالحين وحسُن أولئك رفيقاً والحمد لله ربّ العالمين إنّه وليّ ذلك والقادر عليه
.
كتبه
تلميذه : ترجمه إلى اللّغة العربيّة :
محمّد
أحمد السّقاف حفيده / مصطفى بن أحمد بن عمر بارجاء
سوربايا
، 16 ربيع الثاني 1416 هــ والأخ / محمّد لقمان الحكيم بن صفّ الدين
الموافق : 11
سبتمبر 1995 م والأخ / علي بن صالح حميد
تَرِيمْ - حَضْرَمَوتْ، 23 ذي القعدة 1431ه
الموافـــق : 29نوفمبر 2010م
حقوق الطبع محفوظة لدى
المترجم
1 komentar:
ييعني آل بارجاء مايرجعون مذحج؟
EmoticonEmoticon